كما هو متداول أعلنت اغلب شركات التكنولوجيا حول العالم عن خططها لدخول عالم الميتافيرس وكثر الجدل حول ماهيته و طرق الاستفادة منه وشكل المنافسة فيه و عليه خلال السنوات القادمة، و ليس فقط عل مستوي الشركات التجارية بل حتى على مستوى دول التي أصبحت تتسابق كذلك للهيمنة علية و على تقنياته كل هذا و لا احد على يقين تماما مما سيكون عليه الشكل النهائي بهذا العالم الموازي و ما قد يترتب عليه من أثار جانبية على البشرية و أمنها بل وطباعها و مفاهيمها كذلك، اذن فهذه التقنية قد تحول حياتنا إلى شبكات معقدة من العوالم المتداخلة.

 

تعتمد تقنية الميتافيرس "metaverse" على أدوات تساعد المستخدم في الدخول إلى العالم الافتراضي و محاكاة الأشياء من حوله ، ومصطلح الميتافيرس يعني الاندماج بين العالمين الافتراضي و الحقيقي بهدف خلق عالم متكامل افتراضي و ذلك من خلال وضع نظارات ثلاثية الابعاد، و يمكن الشخص من اختيار المكان الافتراضي الذي يرغب بالتواجد به و كانه عالم حقيقي، و يمكن التفاعل مع كل الاشياء التي توجد بهذا العالم الافتراضي هناك و بكل الحواس، فعلى سبيل المثال عندما تصافح شخصا في العالم الافتراضي فانك تستشعر المصافحة و قس على ذلك الحواس الأخرى.

 

مند أن أعلن مارك زوكربيرغ عن مشروع ميتافيرس "metaverse" العالم الافتراضي، بدأت العديد من الشركات العمل على أدوات يمكن استخدامها لخدمة هذه التجربة، فتقنية الميتافيرس تعتمد بالكامل على الواقع الافتراضي أي أننا نحتاج بعض الأدوات تجعلنا قادريين على الانغماس أكثر في هذه التقنية.

 

ولنكون قادريين عل لمس الأشياء و الإحساس بها طورت شركة ميتا نموذجا أوليا لقفازات اللمس تتيح للمستخدمين الشعور بالأشياء دخل الواقع الافتراضي ، هذه القفازات تحتوي على عدد من المستشعرات فائقة الدقة تجعل المستخدم يشعر كما لو كانت الأشياء التي يلمسها حقيقية.

 

و لازالت أعمال التطوير على هذا القفاز مستمرة، و عندما تكون جاهزة للبيع في الأسواق ستتيح للمستخدم التفريق بين مختلف المواد من حوله أي أن ملمس الخشب على سبيل المثال ووزنه سيكون مختلفين عن ملمس ووزن كرة مطاطية أو كوب قهوة ساخن.

 

هنا على سبيل المثال توجد بدله يمكن استخدامها مع الميتافيرس في المستقبل وهي بدله تسلا "Tesla" التي تدعم تقنية الواقع الافتراضي و تجعل مرتديها قادرا على الإحساس بالأشياء من حوله و استشعار درجات الحرارة و الهواء و لمس الأشياء، كما أنها تجعل الشخص قادرا على القيام بردود فعل لمسيتا بينما تستخدم الواقع الافتراضي .

 

نظارات الواقع الافتراضي لها دور كبير في مشروع الميتافيرس لأنها السبيل الأمثل لجعلك تنغمس في هذا العالم الجديد .

 

شركة ميكروسوفت لديها مشروع خاص بها وهو عبارة عن نظارات للواقع الافتراضي يمكنها أن تجعل التواصل بين الناس في مختلف البيئات و الأماكن امرا في غاية السهولة، هذا المشروع يسمح للمستخدمين بالتعاون في كل من المواقع المادية والافتراضية بشكل أكثر فعالية ، هذه الابتكارات و غيرها قد تجعل الميتافيرس "metaverse" اقرب إلينا من أي وقت مضى.

 

يقول خبراء ومحللون أن اندفاع المستتمرين حول تقنية الميتافيرس و شراء العقارات الافتراضية فيها حاليا شبيه بالأيام الأولى لانتشار الانترنت و السباق نحو تأسيس مواقع الكترونية فيها للاستفادة من قدراتها الكبيرة، وان صح ذلك فليس مستغربا اذن تدافع شركات العقارات الافتراضية ألان للاستثمار في الميتافيرس على غرار شركات العاب الفيديو.

يرى كثير في الميتافيرس سوقا ضخمة وواعدة من المتوقع أن تصل قيمتها السوقية قريبا الى تريليون دولار وهو ما دفع كثير من الشركات و الأفراد مؤخرا للاستثمار فيه.

لعلى مجال الألعاب و الترفيه هو الأكثر توضيحا لفكرة الميتافيرس الذي يبدو مألوفا لعشاق و هواة العاب الفيديو الشهيرة، ولاكن الفرق في الميتافيرس "metaverse" انك لن تكون محدودا ضمن مكان معين كما في اللعبة، بل ستتاح لك عوالم و مدن افتراضية موازية تتواجد فيها أنت و الآخرون بشخصيات افتراضية رمزية تعشون و تلهون و تتسوقون و تتفاعلون تماما كما في الواقع بل و بحرية اكبر و كل من منزله.

 

ليس وحدها شركات اللعاب التي بدأت باستثمار ملايين الدولارات في الميتافيرس "metaverse" كما فعلت بعض الشركات، ففي الأشهر الأخيرة ازداد أيضا حجم المعاملات المتعلقة بالعقارات التجارية في عالم الميتافيرس الافتراضي.

منصة دسترلوند "Decentraland" وهي منصة الكترونية لمدينة افتراضية بنسق ان اف تي "NFT" تضم 90 ألف قطعة ارض للبيع بعملة مانا المشفرة المرتبطة بالمنصة.

في هذه المنصة تم مؤخرا بيع قطعة ارض بقيمة مليونين و النص المليون دولار تقريبا لمجموعة الميتافيرس، وهي إحدى شركات العقارات الافتراضية في العالم و التي استحوذت على 50 بالمائة منها شركة توكينس Tokens.com المختصة بالبلوك تشين و ان اف تي NFT مقابل مليون و 700 ألف دولار أمريكي، و ترغب مجموعة الميتافيرس باستغلال الأرض الافتراضية لتحويلها إلى مركز تجاري افتراضي لماركات الأزياء الفاخرة.

و في صفقة أخرى بيعت قطعة ارض رقمية مقابلة مليونين و 300 ألف دولار على منصة اكس انفينتي و التي تعد منصة لعب ربحية، وبعيدا عن العقارات تم بيع يخت افتراضي مقابل 650 ألف دولار ولاكن يبقى الاستثمار في مجال العقارات و غيره في عالم الميتافيرس حسب مراقبين على توقعات و تكهنات عالية و لا احد يعرف ما إذا كانت هذه طفرة هي الجيل التالي من الانترنت ام أنها مجرد فقاعة كبيرة أخرى.